Skip to content

إصدار Debian Blend

بعد طول عناء، أصبحت نسخة Debian Blend جاهزة، ولعلك تسمع بها لأول مرة وتستغرب هذا الاسم؛ فأقول لك: هي نسخة من توزيعة ديبيان (Debian) غيّرتُ في إعداد حزمها تغييراً يسيراً.

Debian Blend

ومذ عرفتُ أنظمة لينكس (Linux) وأنا تواقٌ لصنع توزيعة مخصصة، فطالما باءت محاولاتي بالفشل عاماً بعد عام، حتى تيسر الأمر الآن بحمد الله. وقبل أن أسترسل، أود إعلامك -أيها القارئ- أن الغاية من هذه التوزيعة ليست مجرد تركيب نسخة مخصصة وكفى -كما كانت محاولاتي السابقة- بل لغايةٍ سأبينها لك، ولكن يحسن بنا قبل ذلك أن نذكر شيئاً من التفصيل.

أنواع توزيعات لينكس

بادئ ذي بدء، تنقسم جلّ توزيعات لينكس إلى: مستقرة، ومتدحرجة.

فالمستقرة -كإصدار ديبيان الرسمي الذي يصدر كل عامين- تظل برامجها ثابتة الإصدار طوال تلك المدة، لا يلحقها تحديث إلا لسدّ ثغرة أمنية أو إصلاح خلل. وتمتاز هذه النسخة باستقرار بالغ يجعلها صالحة للخوادم، وللحواسيب المكتبية في المؤسسات والشركات، غير أن المستخدم العادي قد يستقدم عهدها؛ إذ يضطر للانتظار عامين كاملين لينال إصداراً أحدث، في عالم لينكس الذي تتجدد برامجه كل ستة أشهر.

وأما المتدحرجة: فمثالها نسخة (Debian Testing)، التي لا تتقيد بإصدار بعينه، بل لو حمّلت نسخة اليوم لوجدت فيها برامج تغاير إصدارات الأمس، وتظل التوزيعة سائرة على هذا المنوال من التحديث الدائم. وخلافاً للمظنون من اسمها، فإن نسخة (Testing) هذه مستقرة، وتحديثاتها للبرامج موثوقة، وقلّما يواجه المستخدم عُطباً في برنامج مُحدّث، وهي لذلك نِعم الخيارُ للمستخدم العادي؛ إذ تجمع الحُسنيين: الاستقرار وجدة البرامج.

لما توزيعة جديدة

ولعله قد استبان لك مما أسلفت أني أستعمل نسخة ديبيان المتدحرجة، فما الحاجة إذن لتوزيعة جديدة؟ هنا بيت القصيد؛ فبينما تسلم البرامج غالباً من الخلل في النسخ المتدحرجة، لا يصدق هذا الحكم على النواة (Kernel)؛ فتصير العبارة هنا: (قليلاً ما يسلم تحديث النواة من مشكلة). والنواة أصل التعاريف، وقد يعجز المستخدم فجأة عن الإقلاع إلى جهازه أو استخدامه، فيضطر إلى تثبيت النظام من جديد.

وقد عالجتُ هذا الأمر بتثبيت التوزيعة المستقرة أولاً، ثم قصرتُ النواة (Kernel) عليها لتلزم الاستقرار، وتركتُ سائر النظام يُحدّث إلى المتدحرجة -ولا يصح العكس دائماً-. وقد كتبتُ مخطوطة (Script) بسيطة لأتمتة هذه العملية تجدها في الرابط المرفق.

وبفضل الله أعنتُ بهذا خلقاً كثيراً على الانتقال إلى لينكس، وأعانوا هم بدورهم غيرهم، بيد أن تحديث النظام عقب تشغيل المخطوطة قد يستهلك من البيانات ما يتراوح بين مئة ميجابايت وجيجابايتين -بحسب وقت إصدار النسخة المستقرة- وفي هذا من الإسراف ما لا يخفى، فأتت فكرة (Debian Blend)، وليس لبطء يمن نت أو غلاء أسعارها لا سمح الله.

وجدير بالذكر إني بنيت نسخة سابقا قبل أعوام، لكنها مبنية على Cubic وهي أداة غير مستدامة.

خاتمة

وختاماً، أنبّه أن الغاية الوحيدة من المشروع إنشاء نسخة من ديبيان تكون أصلها متدحرجة، إلا نواتها فمستقرة، على أن أطرح إصداراً من هذا النظام تزامناً مع كل إصدار لسطح المكتب جنوم (Gnome)، إنما الفرق الوحيد عن الأصل هو وجود (Flatpak) و(Distrobox)؛ إذ أراهما ركيزتين لا يسع توزيعة لينكس في عام 2025 أن تخلو منهما. ولعل القائمين على ديبيان المتدحرجة يتنبهون لذلك يوماً ما فيتيحون خيارا للنواة الأكثر استقرارا في حزمها كما في مانجارو.